رأى وزير الثّقافة محمد وسام المرتضى أنّ "هناك إشكاليّةً مركزيّةً في العلاقات المشرقيّة البينيّة، تكمن في معضلة كتابة التاريخ وقراءته، فمن الطّبيعي أن يكون لكلّ جماعة تاريخها الخاص الّذي قد يتنافر مع ذاك الّذي لجماعة أخرى حتّى التصادم الدموي. لكنّ المؤرّخين بشكل عام دأبوا على اعتماد أسلوبين في التّدوين التّاريخي: فإمّا التّسويق لرواية الغالب الرّسميّة، أو ابتداع تاريخ وسط لا يروي الحوادث بقدر ما يسعى إلى تجميلها".
وأوضح، خلال مشاركته في ندوة حوارية حول "الأقليّات في الشّرق"، في دير سيدة البيرة، أنّ "في الأسلوب الأوّل، يخضعون الحقيقة لسيادة الماضي، وفي الثّاني يخضعونها للحرص على الحاضر والخوف من المستقبل. ولقد عرفنا هذه المعضلة بحذافيرها في مسألة كتابة التّاريخ اللّبناني مثلًا، الّذي تقرأه جماعاتنا على صور مختلفة".
وأكّد المرتضى أنّ "من هنا، ينبغي لنا أن نتعرّف أكثر إلى الرّوايات التّاريخيّة الخاصّة بالمكوّنات الشّرقيّة، أأعراقًا كانت أم أديانًا ومذاهب. هناك يكمن التّاريخ الحقيقي الّذي يحكي الآلام والآمال على حدّ سواء، بألسنة من عاشوها، وهذا يشكّل التحدّي الأكبر الّذي به نكتشف بعضنا بعضا، ونكشف على جراح التّاريخ لتضميدها".
وركّز على أنّ "بعض التّاريخ يزوّره المزوّرون. هذا فعله الاحتلال الإسرائيلي ويفعله كلّ يوم في أرجاء فلسطين. وأخشى ما أخشاه، وقد بدأ تمدّده الأخطبوطي في دنيا العرب بكلّ أسف، أن ينتحل في غد ما أنجزته العروبة الحضاريّة وينسبها لنفسه"، مبيّنًا أنّ "هذا يستلزم لمواجهته ترشيد الوعي الوطني لدى أبناء أمّتنا". وشدّد على أنّه "ليس بيننا كثير وقليل، بل كلّنا واحد في المواطنة همومًا ورجاء. وتاريخ كلّ منّا ينبغي له أن يكون في المحصّلة تاريخ الجميع، فهكذا تبنى الأوطان وترقى المجتمعات".